Tuesday, September 18, 2007

عتاب

أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب... (أعاتب) ..الكلمة تـُظهر احتكاكا حنونا وأخرا للروح بمحيطها. و(المعاتبة) فوضاوية التمسح بالكون مرة أخرى واظهارٌ عشوائىٌ لسـُكــّر ماقـَدّمت يداك أملا فى بقاء الوصل./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/.( يعاتب) يتمسح بالعتب مرة أخرى ويسوق عليه جمال ما مضى بينهما كى يزيل عنه ترابا مسـّهُ. والعتبة أول الدار هى ماوقعت منها كلمة (عتاب) التى تعيد الوصل إلى أول صفائه./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/.(العتاب) وقوع الذكرى العذبة مثل ماء لين يندلق إلى شقوق مـُتربة ودليل على بقاء العلاقة، و(تعاتبا) تكون بين اثنين لاثالث لهما، خصوصية ُ روحين تكافيا السر، قد يحمل أرقـُهم فيضا من العتاب لأكثر من شىء حوله ولكنه يـُسرُّ بالرواية فى أذن كل منهم على حدة حفاظا لجمال الانفراد ولذته./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/. (المعتب) صاحب العتبى رهيف الروح وحامل العـَشم، ناشر طرفه، متشتتٌ بحدة عتابه وحرقة روحه أو هادىء بغلبة حسن (المستعتب عليه) عليه.تقول له(لك العتبى) أى تفتح الصدر على مصراعيه ليرى مسيرة الطير المهاجر فى صدرك والسماء التى منبتها روحك، (لك العتبى) تأخذ بيديه ليتحسس أصغر ندبة فى الروح وخوف لايتطلع عليه غيرهُ . و (العتاب) مأمول ٌ منه أو ميوؤس منه.0فــ(عتاب) الآمل ينبض به القلب ويحكمه العقل الذى يفرد خيطا لينا من الوصال كلما هـَمًّ إرهاقٌ بــ(المستعتب عليه). وعتاب اليائس الذى أوقن بالمفارقة تضخه الروح وحدها بكل ما حملته من مودة للواقف ونقمة على الموقف، عتاب اليائس أشجى وأنقى وأشف، وعتاب الآمل صورة لقدرة المحبة....أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب القمر هو لم يغطـِنى فى منامى كما وعد/أريد أن اغسل وجهى وأن أعاتب الرقة التى سقطت على القلب سهوا/أن أعاتب حيلة وقعت على فدُخت بالإثم وحيلة لم تقع على فذهب من يدى حبيب/أن أعاتب عينين تساقطا على القلب من نخلة الحسن/ أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب من تعلق به القلب فتركه/أعاتب العمر/ الضوء/ الوجع/ أعاتب كلاما قلته/ وكلاما لم أقلهُ/أعاتب ما مر بى / وما مر منى/نفــَسى الضئيل/وهاجس يطفو علىّ/أريد أن أعاتب العتاب الذى أوجع القلب وأمـَّـلــَهُ/أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب.......أعاتب

Wednesday, September 05, 2007

عن شقائق النعمان أو هذه تفسير رؤياى

العنكبوت العالق على أناملها صغيرٌ صغيرٌ على قدر أقل مساحة بكفها. لم يفته موضع من كفها إلا ومسح عليه وساق له الأولياء واحدا واحدا. حتى أن خطـَّا صغيرا من عمرها وهن لما أصابه وحلـًّفها بما قاسمته من ذكرى أن تترك له طريقا صغيرا صغيرا على كفها
الصغير بادىء النسيج, أعلم الخلق برهافة الكف, والسائر بدقة وجـِِِل ٍ وخفة حبيب حدث نفسه:(إن أوقـَعتُ خيط حريرعلى الكف ما حس صاحبه لتشابه الواقع والواقع عليه، وإن جرت قدماى كدبيب انتباه طويل حـلُّ الخدر بقدمى ودُخـْتُ لما حوته مسالك الكف من سكر مـُسْكـِر). الصغير الذى دوخه السعى قعد مستأنسا بخط صغير صغير على الكف تاركا للرحمة ما تتنزل به
******
خرج -النعمان- إلى ظهر الحيرة وكان معشابا \أى كثير العشب\ وكانت العرب تسميه خد العذراء فيه نبت الشيحُ والقيصوم والخزامى والزعفران وزهور برية حمراء -اسماها الفينيقيون جراح أدونيس - فأعجبته الجراح فقال :(من نزع من هذا شيئا فانزعوا كفيه) فسميت شقائق النعمان
******
على حافة نبع وحيد دعت مؤانسة ُ الرعاة ترويضَ الذكرى فتحدث اقربهم لقلبـه (يابنت ما ضير اختلاط الحى بالميت) وتحسس يديه الطالعتين بشوق المتذكر(الحى يـُطعـََمُ من رقة الميت والميت يدفع حسرته بالحى) وضم يديه إلى صدره ( يرى الحى الطريقَ أكثر شفافية حين يمزج عينيه ببصيرة الميت، ويمسك الميت خيط الأ ُنس حين تخضع رؤياه لبصر الحى) وقـَبـُّلَ يديه ظاهرا وباطنا بشوق أم لعيل تائه حتى تجـَرًّحا بفعل أسنانه (يابنت باطن كفى التى تبدو كبدن الميت تمنح كفيك شجن الغريب وباطن كفيك اللتين تــَبــَدَّيا كمرعى بليلة عرس تمنح كفيى بهجة الأمل) ومسح يديه بزهرة برية نمت على حافة النبع ومضى
******
العنكبوت الصغير استدرجته اللهفة إلى الصبر رويدا رويدا، ثم جذبه الصبر إلى حافة الرضا رويدا رويدا، ثم مضى به الرضا لحال الأنس رويدا رويدا. قعد عل باطن الكفين يغزل مايجبر به ضلع تهشم من مداومة النوم إلى باطن الكف النعمة، الصغير حدّث نفسه (أولى علىّ تعريف القريب بالبعيد) خطا خطوة إلى الأمام ثم عاد إلى الحافة متطلعا مرة أخرى (الحـُسن يذلُ البصر ويمسك الرأى عن الوصف) مال بضلعه الأخر على باطن الكف حين أصابه هاجس الضلع المجبور (لتعريف الحـُسن فليسرح الخيال لإحضار الشائك ولينطلق البصر لمدى القبح) الصغير أبهجته الحكمة وساقه الحنين لملامسة الكف بضلع مجبور (ولمعرفة حدود الإنبساط على باطن كف تشبه النعمة ولاتمنحها، علىّ سـَوقُ الفكر لما يشبه الجوع ولا يمنحه) الصغير أوجعته الحكمة وضلع مجبور فصرخ (هذه تفسير رؤياى)0
******
ضم الولد كفيها على صدره ، الطريق أقصر من رضا الضلوع بمنامها إلى الكف -ذاك ما أحس- ، (ملمس الكفين على الضلع أجمل من مضاجعة يوم بــِطــُوله والدفء المتولد عنهما يمنح الروح بكارة لم يؤتها أحد قبله) حدث نفسه. (لتلك الكف أتى أبوك آدم سعيا من أرض الهند قاطعا وحشة الطريق ومـُسـًّيرا باللهفة) الولد أخرج العابه واحدة تلو الأخرى راغبا فى لهوها عن ضلوع توسدت يديها (ماذا لو لم تبهرها اللعبة تلو الأخرى؟) وقع الخاطر عليه فربت على يديه (من أخذ شيئا من يديها فانزعوا كفيه معها) كان القول عادل

Monday, September 03, 2007

فلورينتينو اريثا

كانت مأساة فلورنتينو اريثا أثناء عمله كاتبا لشركة الكاريبى للملاحة النهريه، تكمن فى أنه لم يكن قادرا على عدم التفكير بفيرمينا داثا، ولم يتعلم أن يكتب أبدا دون التفكير بها. وفيما بعد، حين نقلوه لأداء أعمال أخرى، كانت دواخله تفيض حبا لايدرى ما يفعل به، فراح يهديه إلى العاشقين الذين لايتقنون الكتابة بكتابة رسائل حب مجانية لهم فى زقاق الكتبه العمومين حيث كان يذهب بعد انتهائه من العمل. كان ينزع سترته بحركاته الوقورة ويعلقها على مسند الكرسى. ثم يضع الأكمام المستعارة كى لا يلوث قميصه، ويحل أزرار الصدريه ليفكر بشكل أفضل، ويبقى أحيانا حتى ساعة متأخرة من الليل، باعثا الأمل فى البائسين برسائل حب تبعث على الجنون. وبين حين وأخر كان يجد امرأة فقيرة تعانى مشكلة مع ابنها أو محاربا قديما يلح فى طلب دفع تعويضاته، أو أحدا سـُرق منه شىء ويريد الشكوى أمام الحكومة، لكنه كان عاجزا عن تلبية رغباتهم مهما بذل من جهد لأنه لم يكن قادرا على اقناع أحد إلا فى رسائل الحب.لم يكن يسأل زبائنه الجدد أى سؤال، إذ كان يكتفى برؤية بياض عيونهم ليعرف حالتهم، فيملأ ورقة بعد ورقة بكلمات حب خارقة وذلك بمعادلة مضمونة النتائج هى الكتابة مفكرا بفيرمينا داثا ولاشىء سواها. ومع انتهاء الشهر الأول أصبح عليه أن يضع نظام حجز مسبق، حتى لا تجعله أشواق العاشقين يفيض متجاوزا تلك الحدود
ان أجمل ذكرياته عن تلك الحقبة هى ذكرى صبية خجول، تكاد تكون طفلة، طلبت منه وهى ترتعش أن يكتب لها ردا على رسالة ملحة تلقتها لتوها، وعرف فلورينتينو اريثا بأنه كان قد كتبها فى مساء اليوم السابق. رد عليها بأسلوب مختلف بما يتناسب مع انفعالات الصبية وسنها وبخط يبدو كذلك وكأنه خطها، إذ يحسن اصطناع خطوط لكل مناسبة حسب طبيعة كل شخص، كتبها متصورا ماكانت سترد به عليه فيرمينا داثا لو كانت تحبه كثيرا كما تحب تلك المخلوقة المتعدة عاشقها. وبعد يومين طبعا كان عليه أن يكتب رد الحبيب بالخط والأسلوب ونوع الحب الذى خصه به فى الرسالة الأولى، وهكذا وجد نفسه متورطا فى مراسلة محمومة مع نفسه وقبل انقضاء شهر جاءاه كل على انفراد ليشكراه لما كان قد اقترحه فى رسالة الشاب ووافق عليه بإخلاص فى رد الفتاة. انهما سيتزوجان
جابريل جارسيا ماركيز
الحب فى زمن الكوليرا

Thursday, August 30, 2007

ريبرتوار..ورد

فى البدء كان الورد . وحيدا شفافا كقلب عاشق متيم، لم يحمل الورد فى جوفه سوى فرحة لعابر وانبساطا كقدر السموات والطير. وعلى ذل حيلته لم يعرف كيف يصحب كاذب أو يغو عارف. الورد ظل موهوبا لروح عاشق متيم.
ليس لوردة إلا مؤانسه عابر أو شكوى فتاة حيرُّها حبيب، ليس لوردة سوى ظلُّ نــَدِىٌّ يقع عليها، ليس لوردة سوى واحدٌ حالم يخلع عليها خد معشوق، ليس لوردة سوى وردة تعرفها.. الورد للورد ليس أكثر

Tuesday, August 28, 2007

في حديثها عن نذرها

إذا كانَ لي في حياتي نصيبٌ
لأحيا هناكَ
سآخذُ من أرض منفايَ حُزني عليـهْ
وآخذُ عشبَ أصابعـِهِ
وحنينَ يديـهْ
وشمسَ فلسطينَ في قلبـِهِ
تتسللُ خضراءَ مثلي إليـهْ

إذا كان لي في حياتي نصيبٌ
سأَحـملُ أسماءَهُ الأربعــةْ
وأنثرُها في سهولِ الجليلِ
وأَجري معـهْ
وأعقدُ عُرسي على ظَهرِ مُهْـرٍ
كما شـاءَ يوما
وأَحـملُهُ في دمائي صلاةً
وفي الـحُلْمِ حلما
وأهتفُ : عِشْ من جديدٍ
وكنْ للحَمامِ هديلاً
وكنْ للسطوحِ سـماءً
وكن لآشتياقيَ جسما
وكن لـجراريَ نهراً
وكن لشفاهيَ طعماً
وكن لـي كما كنتَ دوما
أباً وأخاً ثم أُمّـا

إذا كانَ لـي في حياتي نصيبٌ
لأحيـا هنالكَ يوماً ـ كروحكَ ـ حراً وصافيْ
سأَغفـرُ
كـــلَّ
خطايــا المنافـي
إبراهيم نصر الله

Thursday, August 23, 2007

ريبرتوار..فرس

أيها السارح فى الدم..اركض لاوقت لديك..الوقوع من صهوة الزمان وعنف اللغة أثقل مما يبدو، تعالى صياح الجمع حولك والنفير زاعق فلا وقت لديك. أيها السائر بجميل الخطو وعنف الحماسة، أسطورية ٌ دقات كعبيك بين صراخ وغبار أنجبته ساقاك، وخفقان قلبك واجب اللهفة، غفوة قلبك أتية.. أتية.. فلاتسلمه الأن لراحة، كن ريحا حماسية اللحظة، كن بلدا من ثورة ودم، كن فجائيا ومباغتا كجدار تهدم فالمفاجأة خير مايعلق بالذاكرة، اجعل المسافة على الألسن فياضة بالحكى، اركض لاوقت لديك. منتشى أنت بسعيك، وفرَحُ اللحظة حين يدوى الطبل سابق لخطوك، دُر بيننا بخيلائك وزهو القادر، اركض..اركض لاحرمك الله من سعى يتهلل له الناظرون و ينتفى عنده النسيان، بدر أنت وربى فى مقام الركض، ترهق النسيان بتطويع الذكرى ودفء الإعجاب.اركض..اركض كما النسيم والقمر المسافر وحافظ المسافات، مجد ساعة خير من عمر طويل على حافة الخيبة. اركض...واركض كالمائل إلى الذكرى والعارف بيقين الأجل. لاوقت لديك ..فلا تمس مقامك إلا خفيفا ، واترك للأرض من الذكريات ما ترعى غيابك به /كان حنون الملمس واسع الحيلة/. أيها الفارُ بحمولك غـُلِـبتَ إن وقفت. دق كعبيك كإيقاع قصيدة المتمرس يحفظه الحضورعن ظهر قلب فلا تــُخف عنا ولعا صفقنا له طويلا.اركض..أركض فلا وقت لديك
---------------------------------
ملحوظه:الموسيقى هنا مكون أساسى من مكونات النص

Sunday, August 12, 2007

سيد سراييفو

هناخد معانا "حليل" قالها سيد. سألتــُه فى دهشة: "حليل" ايه يا سيد؟
رد وهو يضرب بأطراف أصابعه مؤخرة رأسى كعادته "حليل" ياض دى ضربته والقبر
فيما بعد سوف أعرف مدى قوة هذه الأداه الـ"حليل" وكيف يستخدمها سيد ببراعة تامه فى صدع أعتى الغزاه لمملكته ، والحليل على حد تعبير سيد هو بتاع التور فى إشاره واضحه للعضو الذكرى للتور -وصناعته بسيطه :قطع عضو الثور ثم تجفيفه وتمليحه ليصبح أداة دموية قاسيه
عرفت سيد فى فترة وجود بلطجى صغير ومتمرد داخلى ورغبته المستمره فى الخروج للعالم الخارجى
كانت أحد المعارك بينى وبين أخرين حين تصدى لنا سيد مصادفة ليسكت الجميع، ودوما كنت استعين بالمأثورات للتغلب على التفوق الجسمانى لأحدهم علىّ (صاحب الكف الأولاني يكسب، الواحد برضه عصب، ده هيش على مافيش، لو سلاحك طلع زفــًّرُه) والكثير من الأقوال التى هدفها كما فى أى حرب :بث الذعر فى الجانب الأخر وتثبيت أقدامك
وقف سيد بجسده القوى بيننا وسكت الجميع ولكن لأن لماضتى على حد تعبيره كانت أكبر من سنوات عمرى السبعة عشر مما جعل وقوع الصدام بينى وبين هذه العاصفة وشيكا لولا رحمة الله الذى كتب لى النجاة ويسـًّر برغبة داخلية منــِّى فيما بعد أن نصبح أنا وهو أخوين
*****************************
ماهذه العلامه على جبهتك؟ سأل سيد ذات مرة ضاحكا
دى ميعرفهاش غير الرجاله. بلماضه أجبته
حينها بدأ سيد يستعرض كل موضع فى جسده - على غرار خالد بن الوليد: ليس فى جسدى موضع إلا وبه ضربة من سيف - حتى أنه أوضح لى علامه عميقه فى أعلى ذراعه وأنا أسأله مبهورا :ما هذا يا سيد
أجاب سيد: ضربة رمح ياض.. وضحك
***************************
الله يرحمك ياعم حسن
سألته : مين عم حسن
حسن فونيه ياض -ولطم مؤخرة رأسى بأطراف أصابعه- حد ميعرفش حسن فونيه
وأكمل: بس يالا موته جه بفايده
مستغربا: اشمعنى؟
الست جميله النهادره بتوزع فى كفر الإشاره حشيش وبانجو بلوشى
فيما بعد وخلال سيرنا من شارع فاروق لكفر الإشاره سوف أعرف من سيد أن حسن فونيه كان أفضل بائع بانجو فى الزقازيق حيث أن الباكيته بخيرها ومجففه ولامجال للغش فيها لدرجة أن جميع التجار ملوا من وجوده وعلى رأسهم الست الجميله التى أعلنت أن البانجو اليوم ببلاش يوم وفاته فى السجن
***************************
شوف ياض رغم إن ربنا خلق فى الدنيا دى حاجات كتير سما وأرض وزرع بناخد منه كيفنا وأكلنا إلا إن أجمل حاجه خلقها ربنا هيه الناس، فيه حاجه أجمل من الناس، أنت كده شوف إيه أكتر حاجه بتبسطك فى الدنيا أكيد هتلاقيه واحد من الناس اللى خلقها ربنا دى ، امشى فى شارع وبص للناس تلاقى كل واحد شايل حاجات فى روحه وماشى بيها، والغريبه ان الحاجات دى بتنط من عينه اللى عامله زى شراعه لروحه يا أخى، بس أنت بقى ركز فى عين حد بتحبه هتلاقى وهو بيبص لك إن أنت اللى بتنط من الشراعه دى
سحب نفس من الجوزه وهو يذكر أول لقاء له بــ(أمل) فتاة عمره، لم أكن قد إلتقيت بعد بفتاة عمرى لأعرف قيمة الدفء الذى يتحدث عنه لكن يبدو أن الدفء فى حضن أمل على حد تعبير سيد له طعم الدنيا ومافيها. بعد ذلك سوف أتذكر ماقاله حين يؤكد اللمبى كلامه فى معلقته الشهيره: البوس البوس الحضن الحضن
*****************************
عايزك تنزل أسد ترزع باب العربيه وراك عشان تهتهم
سألته : هى الخناقه فين المره دى يا سيد
أجاب :سوق الخشب
حين بدأت المعركة الكبرى التى أستخدم فيها سيد كل أسلحته بداية من الخنجر وحتى الحليل وقع فى دمه لأن الكتره تغلب الشجاعه ولم أجد أنا مكانا أفضل من الخشب المستند للحائط لأتوارى خلفه إلى أن تنتهى أكثر معاركه دمويه والتى كادت أن تودى بحياته
بعد إنتهاء العركه والصلح الذى جرى ، بدأ تقديم واجب الرجاله
رصت المقاعد فى الممر الضيق بجوار الخشب المسنود للجدار ووضعت الجوز، وأخرج أحدهم من سيالته كميه من الحشيش وبعثرها على الرجاله الذين انهمكوا فى تظبيط الحجاره ، وفيما بدأت سحب الدخان الأزرق تتصاعد رفع الرجل الذى وزع القروش كفيه إلى السماء داعيا الجميع إلى قراءة الفاتحه على روح الحاج دمنهورى اللى كلنا بنشرب فى خيره
**************************
أيام عديدة مضت، ومضت معها لماضتى وشهوتى الخارجيه للتمرد ،وانقطعت الصله بـ "سيد" تدريجيا رغم كثرة الحكايات بينا
وأخر ماعرفته أن أمل تزوجت من صاحب محل عصير قصب فى الحريرى وبعدها أصبح سلوكه أكثر دمويه حتى أنه أصاب سائق ميكروباص بعاهه مستديمه ودخل بعدها إلى السجن

Saturday, August 04, 2007

فاكهه

لكم البهجة وشجرة العمر . الخيال أشهى من الحال ، ذلك ما يدعونى لأن أسمى كل شىء بخياله . وأن أميز خطو كل واحد منكم ولو ضيعته المسافة ، لــُقــِّنتُ الأسماء جميعا وحفظت كل شىء بما يحكى وصفه
سوف أسمى الحبيبة مشمشة العمر وموز الغياب فوجودها أضعف من حيلتى
سوف أسمى أبى برتقالا ، كلما عصرعلى ّ من روحه ازددت جمالا وفتوة، وكلما لامستـه ُ عرفت طعم البداوة
سوف أسمى أمى عنقود العنب، كلما انفرط جمالها أدركته العيون ولم تلحقه الأيدى ، أمى التى تحمل ظل العنب ودفء العنب وبهجة عصيرالعنب
أسمى أصحابى تمرا تــــَمـــَرَّغ فى الحى حتى استوى ، أسمى أخوتى تينا
أسمى بنات الشوارع مانجو ، كلما لامست يــُتمَ عطرهم ازددت شهوة إلى مالست أعرف وراعيت شكل الجمال على القلب
وسوف اسمى نفسى تفاح نفسى وظليلة الغير فليس لديها سوى الحكايات التى تــَعـِبت خلفها

Friday, August 03, 2007

فقط

فقط
أريد أن أتحرر لأحكى

Tuesday, May 01, 2007

إيرينديرا

قال فجأة: كنت سأجن شوقا لرؤياك ، يقول الجميع إنك جميلة وهم على حق
قالت إيرينديرا: لكنى سألقى حتفى
قال: تقول أمى إن من يموتون فى الصحراء لا يمضون إلى السماء وإنما إلى البحر
نحت إيرينديرا الملاءة المتسخة جانبا وكست الحشية بملاءة أخرى نظيفة أتقن كيها
قالت: لم يسبق لى أن رأيت قطا بحر
قال: إنه يشبه الصحراء وإن كان ملؤه الماء
قالت: إذن فليس بمقدورك السير فيه
قال: كانت أمى تعرف رجلا بوسعه السير فى البحر لكن ذلك كان منذ زمن بعيد
خلب الحديث لبها لكنها كانت ترغب فى النوم
قالت: إذا جئت فى وقت مبكر فى الغد فيمكنك أن تكون أول من يقف فى الصف
قال: لسوف أرحل مع أبى عند الفجر
ألن تعود مارا بهذا الطريق؟
قال : من يدرى ؟ لقد تصادف لأننا ضللنا الطريق إلى الحدود
تطلعت إيرينديرا غارقة فى التفكير إلى جدتها الغافية
حسمت أمرها فقالت: أعطنى النقود
أعطاها أوليسيس إياها فرقدت على الفراش لكنه ظل مرتعدا فى موضعه ففى اللحظة الحاسمة تراخى عزمه، أمسكت بيده تحثه على أن يعجل، وعندئذ فحسب لاحظت محنته. كانت قد ألفت ذلك الخوف
تساءلت: أهى المرة الأولى؟
لم يحر جوابا لكنه ابتسم فى أسف، فانقلبت ايرينديرا مخلوقا أخرا
حدثته قائلة: تنفس ببطء هكذا دوما فى المرة الأولى، وفيما بعد لن تلحظ الأمر قط
أرقدته إلى جوارها وفيما كانت تنزع عنه ملابسه راحت تهدهده بحنان أم
ما اسمك؟
أوليسيس
قالت: هذا من أسماء هنود الجرينجو
لا إنه اسم بحار
عرت صدره، منحته بعض القبلات، كأنما تهبها ليتيم، تشممته
قالت: تبدو كما لو كان بدنك خلق كله من ذهب، لكن رائحة الزهور تفوح منك
قال:لابد
أن هذا يرجع إلى ثمار البرتقال
غدا أكثر هدوءا فعلت ابتسامة تشى بالتواطؤ محياه
أضاف قائلا: إننا نحمل الكثير من الطيور معنا لنضلل الناس، لكن ما نقوم به هو تهريب ملء العربة من ثمار البرتقال عبر الحدود
قال ايرينديرا: ليس البرتقال مما يهرب
قال: لكن ثمارنا مما يهرب فكل منها يعادل خمسين ألف بيزو
ضحكت ايرينديرا لأول مرة منذ وقت طويل
قالت: ما أحبه فيك هو الطريقة الجادة التى تتحدث بها عن الهراء
مرة أخرى عادت إليها عفويتها ورغبتها فى الثرثرة كأنما لم تغير براءة أوليسيس حالتها المزاجية وإنما شخصيتها كذلك
كانت الجدة ما تبرح دانية من محنتها تواصل الحديث فى نومها
قالت الجدة: فى هاتيك الأيام مع مطلع مارس حملوك إلى الدار كنت تبدو مثل سحلية ملفوفة بالقطن.كان أماديس أبوك فى ميعة الشباب وقمة أناقته، جم السعادة فى ذلك الأصيل حتى أنه أرسل فى طلب عشرين عربة مثقلة بالزهور ووصل ناثرا إياها على إمتداد الشارع حتى تألقت القرية بأسرها بلون الأزهار الذهبى كالبحر
ظلت على تصاخبها مصدرة صيحات صاكة ومنطلقة بإنفعال عنيد ساعات طويلة لكن أوليسيس ماكان يسمعها لأن ايرينديرا غرقت معه فى الحب بإنهماك وصدق عظيمين حتى أنها ضاجعته مجددا لقاء نصف الأجر فيما كانت الجدة غارقة فى هذيانها، وواصلت مضاجعته دون مقابل حتى الفجر
القصة الحزينة التى لا تصدق لإيرينديرا البريئة وجدتها الضارية
جابرييل جار سيا ماركيز