Wednesday, September 05, 2007

عن شقائق النعمان أو هذه تفسير رؤياى

العنكبوت العالق على أناملها صغيرٌ صغيرٌ على قدر أقل مساحة بكفها. لم يفته موضع من كفها إلا ومسح عليه وساق له الأولياء واحدا واحدا. حتى أن خطـَّا صغيرا من عمرها وهن لما أصابه وحلـًّفها بما قاسمته من ذكرى أن تترك له طريقا صغيرا صغيرا على كفها
الصغير بادىء النسيج, أعلم الخلق برهافة الكف, والسائر بدقة وجـِِِل ٍ وخفة حبيب حدث نفسه:(إن أوقـَعتُ خيط حريرعلى الكف ما حس صاحبه لتشابه الواقع والواقع عليه، وإن جرت قدماى كدبيب انتباه طويل حـلُّ الخدر بقدمى ودُخـْتُ لما حوته مسالك الكف من سكر مـُسْكـِر). الصغير الذى دوخه السعى قعد مستأنسا بخط صغير صغير على الكف تاركا للرحمة ما تتنزل به
******
خرج -النعمان- إلى ظهر الحيرة وكان معشابا \أى كثير العشب\ وكانت العرب تسميه خد العذراء فيه نبت الشيحُ والقيصوم والخزامى والزعفران وزهور برية حمراء -اسماها الفينيقيون جراح أدونيس - فأعجبته الجراح فقال :(من نزع من هذا شيئا فانزعوا كفيه) فسميت شقائق النعمان
******
على حافة نبع وحيد دعت مؤانسة ُ الرعاة ترويضَ الذكرى فتحدث اقربهم لقلبـه (يابنت ما ضير اختلاط الحى بالميت) وتحسس يديه الطالعتين بشوق المتذكر(الحى يـُطعـََمُ من رقة الميت والميت يدفع حسرته بالحى) وضم يديه إلى صدره ( يرى الحى الطريقَ أكثر شفافية حين يمزج عينيه ببصيرة الميت، ويمسك الميت خيط الأ ُنس حين تخضع رؤياه لبصر الحى) وقـَبـُّلَ يديه ظاهرا وباطنا بشوق أم لعيل تائه حتى تجـَرًّحا بفعل أسنانه (يابنت باطن كفى التى تبدو كبدن الميت تمنح كفيك شجن الغريب وباطن كفيك اللتين تــَبــَدَّيا كمرعى بليلة عرس تمنح كفيى بهجة الأمل) ومسح يديه بزهرة برية نمت على حافة النبع ومضى
******
العنكبوت الصغير استدرجته اللهفة إلى الصبر رويدا رويدا، ثم جذبه الصبر إلى حافة الرضا رويدا رويدا، ثم مضى به الرضا لحال الأنس رويدا رويدا. قعد عل باطن الكفين يغزل مايجبر به ضلع تهشم من مداومة النوم إلى باطن الكف النعمة، الصغير حدّث نفسه (أولى علىّ تعريف القريب بالبعيد) خطا خطوة إلى الأمام ثم عاد إلى الحافة متطلعا مرة أخرى (الحـُسن يذلُ البصر ويمسك الرأى عن الوصف) مال بضلعه الأخر على باطن الكف حين أصابه هاجس الضلع المجبور (لتعريف الحـُسن فليسرح الخيال لإحضار الشائك ولينطلق البصر لمدى القبح) الصغير أبهجته الحكمة وساقه الحنين لملامسة الكف بضلع مجبور (ولمعرفة حدود الإنبساط على باطن كف تشبه النعمة ولاتمنحها، علىّ سـَوقُ الفكر لما يشبه الجوع ولا يمنحه) الصغير أوجعته الحكمة وضلع مجبور فصرخ (هذه تفسير رؤياى)0
******
ضم الولد كفيها على صدره ، الطريق أقصر من رضا الضلوع بمنامها إلى الكف -ذاك ما أحس- ، (ملمس الكفين على الضلع أجمل من مضاجعة يوم بــِطــُوله والدفء المتولد عنهما يمنح الروح بكارة لم يؤتها أحد قبله) حدث نفسه. (لتلك الكف أتى أبوك آدم سعيا من أرض الهند قاطعا وحشة الطريق ومـُسـًّيرا باللهفة) الولد أخرج العابه واحدة تلو الأخرى راغبا فى لهوها عن ضلوع توسدت يديها (ماذا لو لم تبهرها اللعبة تلو الأخرى؟) وقع الخاطر عليه فربت على يديه (من أخذ شيئا من يديها فانزعوا كفيه معها) كان القول عادل

4 comments:

عين ضيقة said...

من أخذ شيئا من يدى
فاقطعوا كفه معه


ياريت

Ezz said...

وما أصعب من كفين على وشك الملامسه.. يسأل.. يطلب.. فيعطى الأمان.. يمدهما فيقطعهما غادر أثيم.. يا ليته قطعهما بنفسه!!!!

كما عهدتك دائما حاجبا أمينا على ذلك الباب!!! عز

Ezz said...

معلش نسيت اول حاجه.. طيبون يا أستاذ؟... مشتاقون

عوليس said...

عين ضيقه: النعمان كان قصده شقائق النعمان مش ايدك يا فندم
(:
كل عام وانتى بخير

عز:واحشنى والله وكل عام وانت بخير
احنا كمان مشتاقون جدا يافندم