Thursday, December 25, 2008

الحبُّ

الحب..ماهو؟!..ليس سرقة عمرى أمام ضحكتها.. ولا عينيها اللتين تهيأن قلبى لمحبة أيامى.. الحب ليس أيضا صوتها الذى تصعد منه العصافير فى الأعالى.. ليس أنفها الذى يشبه قطعة دُرّ.. ولا الإشتياق الجارف للعق يديها.. الحب ليس انتظارى لجميل أيامها.. وليس أغنياتٍ تشبه رحيقها لتدمع منها العين.. أنا أظن الحب أمنيتى أن يجىء وقتٌ نستندُ أنا وهى إلى كتفى بعضنا\بعد عمر طويل\ نلعب طاولة، ونحتسى شايا فى شرفتنا ساعة العصر، ونحن نتذكر الحلو من أيامنا، ونتناقش بنصف أسناننا المتبقية عن أخر ما قرأناه

Thursday, December 18, 2008

حكاية القلندرى الثانى


ثم أن بنت الملك أخذت بيدها سكينا مكتوبا عليها أسماء عبرانية، وخطت بها دائرة في وسط القصر، وكتبت فيها أسماء وطلاسم وعزمت وقرأت كلاما يفهم وكلاما لا يفهم، فبعد ساعة أظلمت علينا جهات القصر، حتى ظننا أن الدنيا قد إنطبقت علينا وإذا بالعفريت قد تدلى علينا في أقبح صفة بأيد كالمذاري ورجلين كالصواري وعينين كمشعلين يوقدان نارا، ففزعنا منه. فقالت بنت الملك لا أهلا بك ولا سهلا، فانقلب العفريت في صورة أسد وقال لها: يا خائنة كيف خنت اليمين أما تحالفنا على أن لا يتعرض أحدنا للآخر فقالت له يا لعين ومن أين لك يمين. فقال العفريت خذي ما جاءك ثم انقلب أسدا وفتح فاه وهجم على الصبية. فأسرعت وأخذت شعرة من شعرها بيدها، وهمهمت بشفتيها فصارت الشعرة سيفا ماضيا وضربت ذلك الأسد فقطعته نصفين، فصارت رأسه عقربا، وانقلبت الصبية حية عظيمة، فتقاتلا قتالا شديدا، ثم انقلب العقرب عقابا فانقلبت الحية نسرا وصارت وراء العقاب واستمرا ساعة زمانية ثم انقلب العقاب قطا أسود، فانقلبت الصبية ذئبا أبلقا، فتشاحنا في القصر ساعة زمانية وتقاتلا قتالا شديدا فرأى القط نفسه مغلوبا فانقلب وصار رمانة حمراء كبيرة. وقعدت الرمانة فى وسط فسقية القصر فجاءها الذئب فارتفعت فى الهواء ووقعت على بلاط القصر فانكسرت وانتشر الحب كل حبة وحدها وامتلأت أرض القصر حب رمان فانقلب ذلك الذئب ديكا لأجل أن يلتقط ذلك الحب حتى لا يترك منه حبة، فبالأمر المقدر دارت حبة في جانب الفسقية فصار الديك يصيح ويرفرف بأجنحته ويشير إلينا بمنقاره ونحن لا نفهم ما يقول، ثم صرخ علينا صرخة تخيل لنا منها أن القصر قد انقلب علينا ودار في أرض القصر كلها حتى رأى الحبة التي تدارت في جانب الفسقية فانقض عليها ليلتقطها وإذا بالحبة سقطت في الماء وصارت سمكة فانقلب الديك حوتا كبيرا ونزل خلفها وغاب ساعة وإذا بنا قد سمعنا صراخا عاليا فارتجفنا. وبعد ذلك طلع العفريت وهو شعلة نار فألقى من فمه نارا ومن عينيه ومنخريه نارا ودخانا وانقلبت الصبية لجة نار فاردنا أن نغطس في ذلك الماء خوفا على أنفسنا من الحريق فما شعرنا إلا العفريت قد صرخ من تحت النيران وصار عندنا في الإيوان ونفخ في وجوهنا بالنار فلحقته الصبية ونفخت في وجهه بالنار أيضا فأصابنا الشر منها ومنه، فأما شررها فلم يؤذينا وأما شرره فلحقني منه شرارة في عيني فأتلفتها وأنا في صورة القرد ولحق الملك شرارة منه في وجهه فأحرقت نصفه التحتاني بذقنه وحنكه ووقعت أسنانه التحتانية ووقعت شرارة في صدر الطواشي فاحترق ومات من وقته وساعته فأيقنا بالهلاك وقطعنا رجائنا من الحياة. فبينما نحن كذلك وإذا بقائل يقول: الله أكبر الله أكبر قد فتح ربي ونصر، وخذل من كفر بدين محمد سيد البشر وإذا بالقائل بنت الملك قد أحضرت العفريت فنظرنا إليه فرأيناه قد صار كوم رماد

ألف ليلة وليلة

Monday, December 15, 2008

معى درويش سيهدين

إلى:محمود درويش
إلى: وفاء صلاح..محمد عزت..شيماء عزت
إلى:فانيليا

أحتاج قصيدة جديدة.. لكلمات جديدة تلعق معى تلك الوحدة، وتحفظها جدران الغرفة كما فعلت دوماً.. كنت تشاركنى الكثير.. وأنا كنت أريد لهذه المشاركة أن تتم ولم أستطع.. حروفك صنعت للكثيرين ولكنها رغم ذلك أعطتنى نصيبا كاملا من الخصوصية.. كأنها فُصـِّلت لى وحدى.. لذا أتجه لك بما يليق من عارف فضل إلى سيد معطىٍ..
*****

وعيى بـ(محمود درويش) كان متأخراً عن عالمه بنحو ثمانية وخمسين عاما. كنت فى الثامنة عشر من عمرى عام 1999 حين وقعت على مختارات لمكتبة الأسرة تضم بعضا من أعماله.. ومن يومها لم ينقطع شغفى به.. كانت (أحمد الزعتر) بداية الجنون به.. فيما بعد عرفت أنها كانت ضمن ديوان أعراس والذى كانت طبعته الأولى فى عام 1977.. القصيدة كانت مختلفة تماما عن جميع ما قرأت فى تلك الفترة.. حفظتها حرفا حرفا.. تلك الغنائية الفاتنة ملكتنى وسحبت عينى لأسطورة السعى خلف الجمال.. المشهد الرومانسى الحالم حتى فى وصف قسوة الحوافر.. الخروج قليلاً عن إطار التكنولوجيا إلى جناح سنونوة.. بعدها أصبح للتوغل فى عالمه الشعرى طعم البرتقال، ونفثات السحر
*****

للحصى عرق و مرآه
و للحطاب قلب يمامه
أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن
يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل
الطري و تذهبين إلى البنفسج
فاذكريني قبل أن أنسى يدي

من\ أحمد الزعتر

*****

للوحدة مع درويش طعمٌ أخر.. حين تهجرك حبيبة.. يكفى أن تقعد مساءاً.. وأنت تردد.. خديجة لا تغلقى الباب.. وحتى وإن أغلقته.. فأنت الرابح لإتحادك فى المعنى مع درويش.. بعد العملية الإستشهادية لـ(وفاء إدريس).. وضعت صورتها على جدار غرفتى وكتبت تحتها –قمرعلى بعلبك : لأموت حين أموت- كانت بعضا من أبياته فى قصيدة بيروت.. كنت أقول لها صباح الخير يا بطلة خلال أيام الوفاق مع حبيبتى.. وفى أيام الخصام كنت أردد عليها ليس علينا حرج وليس لنا شريك إن قلنا صباح الخير يا حبيبتى

*****
قمر على بعلبك
ودم على بيروت
يا حلو، من صبّك
فرسا من الياقوت!
قل لي، و من كبّك
نهرين في تابوت!
يا ليت لي قلبك
لأموت حين أموت
قصيدة بيروت

*****

فى الإنتظار.. يوجد درويش.. حين أبدأ بإستحضاره، كثيرا ما كنتُ أغلق الكتاب وأنساه لأسرد شكواى.. فـهو الغريب مثلك.. والغريبُ أخ الغريب.. له عنده التسرية والسمع.. ولديه منه الوفاء وإن غاب.. خلال قرأتى لجداريته.. كنتُ أقع وألف وأدور.. أبكى وأصرخ وأجن.. غرفى الصغيرة تشهد بذلك.. ماهذا الشعر المـُصَفـَّى.. لكل سطر قوته الكاسحة.. يوقفنى كل سطر لأحكى.. حكيتُ بينى وبينه عن مذاق حبى الأول.. ومنذ أيام ضبطتنى متلبسا أسرد عليه حلمى الأخير مع فانيليا بكل تفاصيله.. بداية من جلوس سعادة على كنبتها وساقها مرتفعة قليلاً بينما كانت تقف فانيليا على حافة الباب عن يسار سعادة.. أخرجت قلبى من صدرى ووضعته فى كف سعادة وأنا أردد.. أنظرى كم أحب ابنتك.. قولى لابنتك إن ثقل الحب بقلبى لها مثل ما بقلبك لها.. فى مرة أخرى كنت أحكى له عن غباء فلورينتينو أريثا.. فللإنتظار حدود.. أنا أحب فلورينتينو وأكره الأطباء.. هنالك طبيب استحل فيرمينا داثا وحرم منها فلورينتينو.. وهناك طبيب استحل حبيبتى الأولى أيضا.. ولكن إن دام الإنتظار.. فلتكتمل الأسطورة بالحرمان.. كان ماركيز قاسيا جدا ليحل ألآم فلورينتينو الممتدة نحو خمسين عاما بالوفاق فى أخر عشرة صفحات.. كان الحرمان أولى لتكتمل الأسطورة.. مثلما ذهبت أنت يا درويش دون ولد.. وأنت تردد قبلها.. وعش الحياة الأن فى امرأة تحبك\عش لنفسك لا لوهمك ..
*****

الأن قد أعرفك فى حياة أخرى.. لتسمع لى كما سمعت لك.. أنت قلتها.. تلك أرواحٌ تغير شكلها ومقامها.. ولم يمت أحد تماما.. فما بالك إن كان هذا الأحد (درويشا)..1

Saturday, December 13, 2008

عن الفانيليا أحكى

الفانيليا ابنة السعادة..لها مذاق البراءة..وهى الأكثر قرباً للبكارة وبدايات الأشياء..عن فانيليا أحكى فهى بنت سعادة..لا ظل لها..الوحدة أقرب إليها من العالم..ذكرها يكفى لكى ترى طفلا صغيرا يتعلق فى كف أمه..تسحبه من يد بينما يده الأخرى تملأ حواف فمه برسومات الفانيليا المتصاعدة من قطعة أيس كريم..أجمل المذاقات مذاقها..ولأن الفانيليا من عائلة سعادة وكفى فلا نعرف لها والدا أخرا..تشبه الفانيليا فى هذا الأنبياء..لا أب..تستطيع تخيلها فى صندوق صغير رمته إمرأة فى نهر خوفا من بطش العالم..حتى وجدته السعادة فربَّـتـْهُ فى حضن العالم..لذا أتوقع أن تغرق الفانيليا العالم فيما بعد حين تمر بالجائعين إلى الخلاص..ويمكن أن ترى الفانيليا متلهفة لإستطعام آلامها ففى صلبها نفاذ الحب إلى العالم..ويمكن أن تتخيل السعادة ملاك الوحى الذى يمد الفانيليا بالرحمة حتى تتم نعمتها علينا ذات يوم..أيا ما يكن.. فهى تملك براءة البدايات وهى بنت السعادة

Tuesday, December 02, 2008

لونجا..لونجا

أنت جميلة مثل ضحكة يتيمة..أجمل الضحك ماهبط على غفلةٍ حاملاً رماد الحزن إلى الشفتين، مفسحا المجال لطَلَّة فضولية من القلب على العالم.. الكثير من الضحك يسلبه المعنى، وافتعاله يفقد الملامح إيقاعها.. أنت مثل غزالة الحكايات التى أتعبت السامعين بالإشتياق لنعمة الرؤية..كلامك مـُفـُصَّلٌ من حروف، وحروفك صنعت من عسل عالىٍّ.. أنت نجمة العيال التى سارت معهم فى الطريق، وسمحت لهم بعـَدِّها والشكوى إليها حين عشقوا.. أنت نزهة الوحيد على الشريط الخريفى، وأول قطرات مطر العام، شالٌ يحطُّ على كتفى عجوز فى الذكريات..لك اللغة كطفلٍ يلعق يديك ليستطعم الوصف، ولك يدان تمسَّان رأسهُ حين يخجل من قصور وصفه عن طعم يديك.. أنت المنسية الخارجة للتو من الجنَّة إلى عينى.. اللحن المطهو بآهات الدلال.. حركات الأصابع فى وداع حبيب..هدهدة الغناء لحزن جائع..الوتر السريع سليل النهار.. أول رقصة لبنت أمام المرآة فى وحدتها المنتشية.. تقاسيم طبلة على الجسد.. طعم أول القبلات على شفتىِّ عاشق خجول..وأنت جميلة مثل ضحكة حليب صباحى تكنسُ السَّىِّءَ من العمر