Tuesday, May 01, 2007

إيرينديرا

قال فجأة: كنت سأجن شوقا لرؤياك ، يقول الجميع إنك جميلة وهم على حق
قالت إيرينديرا: لكنى سألقى حتفى
قال: تقول أمى إن من يموتون فى الصحراء لا يمضون إلى السماء وإنما إلى البحر
نحت إيرينديرا الملاءة المتسخة جانبا وكست الحشية بملاءة أخرى نظيفة أتقن كيها
قالت: لم يسبق لى أن رأيت قطا بحر
قال: إنه يشبه الصحراء وإن كان ملؤه الماء
قالت: إذن فليس بمقدورك السير فيه
قال: كانت أمى تعرف رجلا بوسعه السير فى البحر لكن ذلك كان منذ زمن بعيد
خلب الحديث لبها لكنها كانت ترغب فى النوم
قالت: إذا جئت فى وقت مبكر فى الغد فيمكنك أن تكون أول من يقف فى الصف
قال: لسوف أرحل مع أبى عند الفجر
ألن تعود مارا بهذا الطريق؟
قال : من يدرى ؟ لقد تصادف لأننا ضللنا الطريق إلى الحدود
تطلعت إيرينديرا غارقة فى التفكير إلى جدتها الغافية
حسمت أمرها فقالت: أعطنى النقود
أعطاها أوليسيس إياها فرقدت على الفراش لكنه ظل مرتعدا فى موضعه ففى اللحظة الحاسمة تراخى عزمه، أمسكت بيده تحثه على أن يعجل، وعندئذ فحسب لاحظت محنته. كانت قد ألفت ذلك الخوف
تساءلت: أهى المرة الأولى؟
لم يحر جوابا لكنه ابتسم فى أسف، فانقلبت ايرينديرا مخلوقا أخرا
حدثته قائلة: تنفس ببطء هكذا دوما فى المرة الأولى، وفيما بعد لن تلحظ الأمر قط
أرقدته إلى جوارها وفيما كانت تنزع عنه ملابسه راحت تهدهده بحنان أم
ما اسمك؟
أوليسيس
قالت: هذا من أسماء هنود الجرينجو
لا إنه اسم بحار
عرت صدره، منحته بعض القبلات، كأنما تهبها ليتيم، تشممته
قالت: تبدو كما لو كان بدنك خلق كله من ذهب، لكن رائحة الزهور تفوح منك
قال:لابد
أن هذا يرجع إلى ثمار البرتقال
غدا أكثر هدوءا فعلت ابتسامة تشى بالتواطؤ محياه
أضاف قائلا: إننا نحمل الكثير من الطيور معنا لنضلل الناس، لكن ما نقوم به هو تهريب ملء العربة من ثمار البرتقال عبر الحدود
قال ايرينديرا: ليس البرتقال مما يهرب
قال: لكن ثمارنا مما يهرب فكل منها يعادل خمسين ألف بيزو
ضحكت ايرينديرا لأول مرة منذ وقت طويل
قالت: ما أحبه فيك هو الطريقة الجادة التى تتحدث بها عن الهراء
مرة أخرى عادت إليها عفويتها ورغبتها فى الثرثرة كأنما لم تغير براءة أوليسيس حالتها المزاجية وإنما شخصيتها كذلك
كانت الجدة ما تبرح دانية من محنتها تواصل الحديث فى نومها
قالت الجدة: فى هاتيك الأيام مع مطلع مارس حملوك إلى الدار كنت تبدو مثل سحلية ملفوفة بالقطن.كان أماديس أبوك فى ميعة الشباب وقمة أناقته، جم السعادة فى ذلك الأصيل حتى أنه أرسل فى طلب عشرين عربة مثقلة بالزهور ووصل ناثرا إياها على إمتداد الشارع حتى تألقت القرية بأسرها بلون الأزهار الذهبى كالبحر
ظلت على تصاخبها مصدرة صيحات صاكة ومنطلقة بإنفعال عنيد ساعات طويلة لكن أوليسيس ماكان يسمعها لأن ايرينديرا غرقت معه فى الحب بإنهماك وصدق عظيمين حتى أنها ضاجعته مجددا لقاء نصف الأجر فيما كانت الجدة غارقة فى هذيانها، وواصلت مضاجعته دون مقابل حتى الفجر
القصة الحزينة التى لا تصدق لإيرينديرا البريئة وجدتها الضارية
جابرييل جار سيا ماركيز

2 comments:

^ H@fSS@^ said...

gameel, zo2ak gameel, ta7yati

wasssell said...


شركة موفرز لنقل العفش بالدمام والجبيل والخبر والإحساء والقطيف وجميع مدن المنطقة الشرقية مع الفك والغليف والتركيب بايدي عمالة فنية مدربة على فك جميع أنواع غرف النوم والمطابخ والستائر وأجهزة التكييف الاسبلت والشباك
شركة نقل عفش بالدمام
شركة نقل عفش بالجبيل
شركة نقل عفش بالقطيف
شركة نقل عفش بالاحساء
بالقطيف