Monday, March 12, 2007

مسافة للحنين

الرقيق باسط الكف لليمام السابح، يستشف الحنين من رسمة زيتونة ويمام سارح، الولد الذى أرهقه اتساع الباحات وفيضان الأرض بما حوت، منقسمٌ القلب بين الدخول والخروج، يعُـدُّ مسافةً الحنين. اترككم معه هوميروس الذى أنشد للحنين
مسافة للحنين
تلك المسافة بين لوعة القلب وجمود الشفتين
عقدُ من الريحان في عنق الحبيب
كلما اشتد الشوق فاح العبير
فجاءةُ تداعب بها الذكري ملامح الوقت
لتلد ابتسامة بيضاء
توقد ظلمة اللحظة

معلقة قلوب العاشقين بغصن زيتون في فم يمامة بيضاء
تجوب به الأرض
فلا يهدأ قلب العاشق إلا حينما تجد اليمامة أليفها
فإذا سقط الغصن ضل العاشق حتي تمسك به أخري
تكون هي مرفأه الأخير
خيط بين روحين
كلما بعدت المسافة زاد الإنجذاب
وجع لا يحتمله سوي العاشقين
ولذة لا ينشدها سوي العارفين

Friday, March 09, 2007

حنين من نوع أخر

تتحدث عن الحنين، حنينها إلى الشىء أو اللاشىء الذى يأخذ الروح إلى ما وراء العقل، حنينٌ موغلٌ فى الصدور منذ القدم إلى دفء العوده وأخر المقام. مالكة ُ السهم، الرامية ُ به، و صاحبة المدارات، الناظرة بكاميراتين جيرالدين حين عرًّفت حنينها الاثير
حنين من نوع أخر
دقق معي في كلمة الحنين.. ستجد أنها الحنان يخفيه كسر الألف..
أشياء بسيطة جدًا تخفيها الانكسارات التي نعانيها يوميًا في الحياة.. ولا نملك منع شعور بالحنان الجارف حين تأتي على بالنا..
بالأمس كنت في محاضرة عن كيفية تقديم الإسلام لغير المسلمين.. يلقيها الرائع
فاضل سليمان.. حكى قصة غريبة جدًا جعلتني أشعر بالحنين لما هو أغرب..
فيقول أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر قرر أنه -رغم اعتياده على الزي المدني العادي- سيرتدي الجلباب المميز للجنس العربي -والإسلامي حسبما يربط الغرب- يومًا ما حتى يثبت لنفسه أن تلك الأحداث لم تؤثر على هويته وفخره بالإسلام..
فإذا برجل يسأله وهو في المصعد:
- " من أين تأتي ؟ "
فقال له ببساطة :
- " أنا من الفردوس ! "
فاستغرب الرجل.. وقال له :
- " كيف ؟ "
فقال ببساطة :
- " جدي وجدتي أتيا من الفردوس -حيث كانا يعيشان- إلى هذه الأرض.. وكان اسمهما آدم وحواء.. ماذا عن جدك وجدتك أنت ؟ "
فقال الرجل بارتباك :
- " كان اسمهما آدم وحواء أيضًا.... "
فقال فاضل بابتسامة هادئة:
- "إذن أنا وأنت أخوان.."
تلك القصة التي حكاها فاضل سليمان بكل بساطة فجرت لدي نوعًا جديدًا من الحنين لا أحسبه متفجرًا لدى الكثيرين ضمن أنهار الحنين العديدة..
الحنين إلى الفردوس..!
أفق جديد اتسع أمامي وأنا أنظر إلى النيل أثناء استقلالي ميكروباص الإسعاف العتيد.. هذا النيل نهر من أنهار الجنة.. رغم كل ما به من تلوث.. ورغم الشبهة المحاطة بـ"كورنيش النيل" و"كازينوهات النيل"..
هذا نهر من أنهار الجنة يا خواننا !
الماء الذي صارت تسكنه الأميبا هو بروفا سيئة جدًا لما هو موجود في الجنة..
الفاكهة التي نحسبها لذيذة.. العطور الغالية التي نشمها في المولات ولا نجرؤ على دخول المحلات التي تبيعها.. الشوكولاتة التي يباع الكيلو منها بمرتب موظف "محترم"..
كل ذلك بخس إذا ما قورن بالذي ينتظرنا بالجنة.. وما كل ذلك إلا أدوات الله كي يذكرنا بالحنين إلى أرض جدينا الحبيبين التي سنعود لها يومًا..
فقط.. لو ملكنا الحنين الكافي الذي يدفعنا للوصول إليها
....

Sunday, February 25, 2007

كمنجتين

الكمنجة حيث الوقوع الرخو فى يد الفتنة ، لاشىء أعمق فى الروح مثل تواترها فى حضن قوس قد علاها، الكمنجة والقوس لقاء الكشف، قال لى القوس:أبحث فى جسد الكمنجة عن سر صغير تواريه عنى مثل عاشق أتى قبلى ومس الجسد، قال لى القوس:فى البدء أسحبها فى هدوء.. وديعا أكون ..أداعب فى رقة فيض هذا الجسد، فى نعومة أتحسس أطرافها، أدور رويدا رويدا على جنباتها والظن ينبىء أن اللين يفضحها، ولكن النعومة تسرقنى فى يديها لبحرالغواية لاشىء ينبىء بالسر، لاشىء أوجع فى قلب عاشق من تشدد عاشقة على السر لاشىء أوجع
قال لى القوس فى اللحظة الفاصله:صدر الكمنجه والخاصره يحطـّان بى حيث حائط المغفره
***********************************
قوس يُسحب على وتر / إيقاع الغريب وحزن يبزغ من دون والد
قوسٌ يسحب على وتر / البنت التى خلتنى وحيدا
قوس يسحب على وتر / شفيف التجلى وطـَرق الذكريات
قوس يسحب على وتر / ياللعارف بالحسرة عائد
قوس يسحب على وتر / المسافات أبعد من كل هذا الكلام
*********************************
كنت أحب الكمنجة، أحلم دوما بحبيبة الوتر البعيد، أحببتُ كل فتاة كمنجة، يدها فى القوس بللها الشحوب وعرّقها الحنين،يدها والقوس حبيبة ونداء حبيب، يدها على القوس سلطة الأثنى على قلب عاشق، كنت أحب الكمنجة وكل فتاة كمنجة أود لو قبلت يدها ظاهرا وباطنا بحزن العارف، سيدتى ذات الكمنجة لاتتركينى، خلنى وترا بين يديك أنام إلى رقة الروح، يالله كم موجع أن لاأكون الوتر
*******************************
قال لى القوس: لا يطمئن القلب لمحاولة واحده، أقول لنفسى ومن لمهادنة مع القلب حتى يكف عن السعى بعد الفشل، قال لى القوس:لابأس من شدة تخرج السر منها، أدور بغضبة المحموم بعد البلاء على الخاصره، اصدم الصدر أخرج هذا العويل من القلب حتى أظن بقرب الجلو فلاشىء أقسى على عاشق من زوال الأمل
قال لى القوس فى ألم الذاكره :الكمنجة تعرف بالصدر والخاصره كيف ينام الجريح إلى اللغة العابره
*********************************
الكمنجة والقوس / نداء البرىء ورقة أول الدخلاء
الكمنجة والقوس / وقتٌ يـُوَســِّعُ كل البلاد القديمة
الكمنجة والقوس / إثنان فى قلب العاشق
الكمنجة والقوس / هذا مصير العظيم وبدن الحى
الكمنجة والقوس / كيف الخروج من الذكريات
**********************************
كانت حبيبتى الأولى تشبه جسد الكمنجة، خصر وصدر كمساحة الحزن وعينان كالوتر المتلهف، أما الثانيه فيبدو كفها أقرب لوتر دقيق وجسد فى مرونة عزف الكمنجة، تمر هاتان الكمنجتان أمامى رويدا رويدا

Wednesday, February 21, 2007

عن الحنين

هو الأخر يتحدث عن الحنين، حنينه إليها تلك التى تجرى منه مجرى الدم
الولد البسيط رقيق الرؤيا وعارف الحزن يلمس حنين الأرض للسائرين رويدا
أترككم مع عنتر الغلبان الذى تحدث عن الحنين
عن الحنين
"ربِ .. أي حنين
سمتني عصفه"
أحمد عبد المعطي حجازي

العصف من كفيك ألين من حديد القلب قبلك , والبعد عنك كالبعد عن المرآة أري نفسي أتضاءل
حتي أذوي دونك , والسُكر من كفيكِ استفاقة الدنيا على عرسٍ رقيق

- عن الحب أحكي : الموتي يمتنعون, و الموت أبي إلا الإبطاء , وأنت كما زلت تمسكين الزمان
فكيف أموت فداك وكيف أراك خلاصي

"حنيني اليك اغتراب
ولقياك منفى"
محمود درويش

اليك اغترابي ومنك الرحيل , تجرين مجرى الدم , ليس وجهك اجمل الوجوه لكنه أحلاها حنيني
اليك حنين الارض للماشين الي احبابهم , وايقاع ذاك الخطو بسمتك العفية -عن الخطو
أحكي : لا تمسك ذات الحنين من أحبابها الا ما تيسر من دم ودموع حتي يؤوب الغريب الي
منتهاه , وليس بأصفي من الخطو الا ايقاعه

Sunday, February 18, 2007

الحنين إليك

تتحدث هى الأخرى عن الحنين، تصف فعله وتلمس حضوره بالغياب
تبدو كحبة العنب المفروطة التى تركها العابرون لا ظل يعرفها ولا فم عابر يدرك مدى حلاوتها
الحنين صراع ثقل الجسد وخفة الروح هى أيضا تدرك ذلك فى تنافس السكر والعسل
أترككم مع صاحبة سخرية القدر حين تتحدث عن الحنين إليه
الحنين اليك

ليسَ الحَنينُ إليك شيئاً يحتاج إلي وصف...الحنين إليك شئٌ في حد ذاته..ينتابني أحياناً حتي أكاد أترك الدنيا و أركض في الشوارع بحثاً عنك..و يسيطر علي شجن غريب غالباً..فأتحسس أي شئ وقعت عيناك عليه بشَغَفٍ،وأضمه الي صدري بولهٍ لن تصدقه مالمْ تره..
الحنين إليك واقعٌ في التفاصيل الصغيرة..مرتكزٌ علي إمتداد الشرايين حتي يكاد يوقف سريان الدم..يتواجد بكثره في كف يدي..يخدعني صمتي أحياناً فيخرج في أنفاسي العصبية القصيرة..و يراوغني فيسكنُ بين إنقباضاتِ القلبِ و إنبسَاطَاتِه..لربما وجدته هناك أيضاً في إلتقاءِ النهدين..و علي حافةِ الكتف..

(خذني ولو قسراً إليك..
و ضعْ منامي في يديك)

الحنين إليك مثل وجع القصيدة عندما تُدَغْدِغ قافيتها أصابعُ صبي عابثٍ..يريد أن يأكل الفاكهة دون أن يقشرها..أو شقاءُ أغنيةٍ عن الوصل..لاتجد لها مكاناً في قلبٍ صغيرٍ أضناه الهجر..

(كن لي كما أهوى..
أمطر عليّ الدفء والحلوى..)

الحنين إليك كامنٌ في تنافسٍ السكر والعسل علي وصف طعم الحلو ..يتسابق المسكينان علي مساحة من العشق الصافي بقدر يومين..وحده الليمونُ يتربع فوق طعم المر بِلا مُنافسْ..بقدر مابقي لك في البعد..

(من أرسي قواعد الجغرافيا..غير عالمٍ بمأساةِ التاريخ؟)

الحنين إليك هو تلك الفراشات الرقيقة اللتي حطت علي كفي ذلك اليوم إنها تنبئني بعمرٍ صعب المِرَاسْ..تلك العلامة علي جبهتك..اكتشفت إمتلاكي لمثلها علي حافة الصدر اليوم..يا الله..أكُلُّ يومٍ يمرُ بدونك..سيترك علي الصدر علامة؟

(للملحميين النسور..ولك أنت..طَوْقُ الحَمامة)

عندما اكتب أني أحبك..هكذا(أحب...ك) مم..أتخيلك تضمني بين الباء والكاف..أو تدفئ الأنامل المزرقة من البرودة..فتكف راضيةً عن الكتابة..
(أحب......ك)

كمن يفسرُ الماءَ -بعد عسرٍ- بالماء..اقولْ:
الحنينُ إليك..هو الحنينُ إليك..لا شئَ بعدُه..لا شئَ بعدكْ..

كتبت هذه النثرية في 4 يناير 2007 و تم تعديلها والاضافة اليها حتي اليوم
ولهذا لا اعتبرها من تفاصيلي المؤجلة.

Saturday, February 17, 2007

الكلام

قال شيخنا أبو سليمان:الكلام ينبعث فى أول مبادئه إما من عفو البديهة ،وإما من كد الرّويّة ،وإما أن يكون مركبا منهما ، وفيه قواهما بالأكثر والأقل، فضيلة عفو البديهة أنه يكون أصفى، وفضيلة كد الرويّة أنه يكون أشفى، وفضيلة المركب منهما أنه يكون أوفى، وعيب عفو البديهة أن تكون صورة العقل فيه أقل ، وعيب كد الروية أن تكون صورة الحس فيه أقل ، وعيب المركب منهما بقدر قسطه منهما:الأغلب والأضعف. على أنه إن خلص هذا المركب من شوائب التكلف وشوائن التعسف كان بليغا مقبولا رائعا حلوا، تحتضنه الصدور، وتختلسه الأذان وتنتهبه المجالس ويتنافس فيه المنافس بعد المنافس، والتفاضل الواقع بين البلغاء فى النظم والنثر ، إنما هو فى هذا المركب الذى يسمى تأليفا ورصفا، وقد يجوز أن تكون صورة العقل فى البديهة أوضح وأن تكون صورة الحس فى الروية الوح إلا أن ذلك من غرائب آثار النفس ونوادر أفعال الطبيعة، والمُدار على العمود الذى سلف نعته ورسا أصله
أبو حيان التوحيدى
الإمتاع والمؤانسه

Sunday, January 14, 2007

عتاب


أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب... (أعاتب) ..الكلمة تـُظهر احتكاكا حنونا واخرا للروح بمحيطها. (المعاتبة) فوضاوية التمسح بالكون مرة أخرى واظهارٌ عشوائىٌ لسـُكــّر ماقـَدّمت يداك أملا فى بقاء الوصل./أريد أن أغسل وجهى
وأعاتب/.( يعاتب) يتمسح بالعتب مرة أخرى ويسوق عليه جمال ما مضى بينهما كى يزيل عنه ترابا مسـّهُ. والعتبة أول الدار هى ماوقعت منها كلمة (عتاب) التى تعيد الوصل إلى أول صفائه./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/.(العتاب) وقوع الذكرى العذبة مثل ماء لين يندلق إلى شقوق مـُتربة ودليل على بقاء العلاقة، و(تعاتبا) تكون بين اثنين لاثالث لهما، خصوصية ُ روحين تكافيا السر، قد يحمل أرقـُهم فيضا من العتاب لأكثر من شىء حوله ولكنه يـُسرُّ بالرواية فى أذن كل منهم على حدة حفاظا لجمال الانفراد ولذته./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/. (المعتب) صاحب العتبى رهيف الروح وحامل العـَشم، ناشر طرفه، متشتتٌ بحدة عتابه وحرقة روحه أو هادىء بغلبة حسن (المستعتب عليه) عليه.تقول له(لك العتبى) أى تفتح الصدر على مصراعيه ليرى مسيرة الطير المهاجر فى صدرك والسماء التى منبتها روحك، (لك العتبى) تأخذ بيديه ليتحسس أصغر ندبة فى الروح وخوف لايتطلع عليه غيرهُ . و (العتاب) مأمول ٌ منه أو ميوؤس منه.0
فــ(عتاب) الآمل ينبض به القلب ويحكمه العقل الذى يفرد خيطا لينا من الوصال كلما هـَمًّ
إرهاقٌ بــ(المستعتب عليه). وعتاب اليائس الذى أوقن بالمفارقة تضخه الروح وحدها بكل ما حملته من مودة للواقف ونقمة على الموقف، عتاب اليائس أشجى وأنقى وأشف، وعتاب الآمل صورة لقدرة المحبة.0
أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب القمر هو لم يغطـِنى فى منامى كما وعد/أريد أن اغسل وجهى وأن أعاتب الرقة التى سقطت على القلب سهوا/أن أعاتب حيلة وقعت على فدُخت بالإثم وحيلة لم تقع على فذهب من يدى حبيب/أن أعاتب عينين تساقطا على القلب من نخلة الحسن/ أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب من تعلق به القلب فتركه/أعاتب العمر/ الضوء/ الوجع/ أعاتب كلاما قلته/ وكلاما لم أقلهُ/أعاتب ما مر بى / وما مر منى/نفسى الضئيل/وهاجس يطفو علىّ/أريد أن أعاتب العتاب الذى أوجع القلب وأمـَّـلــَهُ/أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب.......أعاتب

Tuesday, January 02, 2007

كف الحبيب

يارب يا منشىء النهر تخلق له من الضفاف ما يحتوى سريانه ، محيط الفرح بسور الحزن الخفى حتى لاتسرقنا اللحظة، وجاعل الجنة أخر الطريق صونا لبصرخلقك ، يارب كيف تمنح كل هذا الفيض لبشر دون أن تقينى غلبة حسنه علىّ ؟! يارب لماذا تتفتت الروح على كف وهن اسمه الرقة ، ياالله وأنت مصور الرقة لعينى بسكون حركاته ، وطابع على القلب ملاحقة شامة الحسن التى نزلتها على جبينه خفف عنى الوهج المنساب بارجاع حروفه يامن كتبته على حبيبا
.
حبيب " ردد معى اللفظ ، ردده باتساق السيرة مع الروح رويدا ، هل تحس بكم الهواء الذى ينساب من روحك طالبا تمام الوصال بمحيطك؟! ، "حبيب" ،(الحاء) التى تلفح الروح بفرج بعد حرقة نداء طويل ، (الحاء) حرارة كونها ليل الوحدة بحة ٌ صوت أتعبها الغياب ، حال الفرد حيال الحسن ، ارتياح لفك حصار موجع ، حياة تخرج حين تهم بنطقه
والمقطع (بيب) الذى يسرى كدبيب طبول الفاتحين ، فلا وقت تضيعه يد الجمال فى الطريق إلى مخزون القلب ، "بيب" نفير لقادم يركض أمامه سكان الصدر مفسحين له شريان الطريق ،وبدنين توشـّجا بياء لين يتكسرعلى حافتيها حدة الماضى
هكذا يخرج لفظ "حبييب" منسابا كنداء ماسك الأمل الأخير ، ولو أضيفت إليه ياء النسب فتحول اللفظ إلى "حبيبى" تحول معه مدى العين لالتقاط فرحة البرتقال وبهجة اللون المنسيه ، حرف واحد يبدو كأوزة فى بركة ماء يمنح الكلمة خصوصية والتصاقا بالروح ، تردده الأن كسابح فى حلقة ذكر لا يمل عنه ،تردده علانية كى يطلق الغرباء من عقال حياديتهم ، تردده فى خفوت فأنت تخاف نقصان وهجه بفض ستره ،تردده على اى حال فهو كف الجمال التى ترعى لديك الخيال ......"الحبيب"0

Saturday, December 16, 2006

العام الأول للبحر

الذكرى بلد الغريب ، بها يقتبس النور بعضا من النور، ويقتبس الورد بعضا من الورد ، ويتجلى على القلب حُسن اللحظة، ورضا الإقامة على غير هواه
حنين لابد منه
__________________________
فى البدء كان الورد . وحيدا شفافا كقلب عاشق متيم ، لم يحمل الورد فى جوفه سوى فرحة لعابر وانبساطا كقدر السموات والطير . وعلى ذل حيلته لم يعرف كيف يصحب كاذب أو يغوى عارف .الورد ظل موهوبا لروح عاشق متيم. ليس لوردة إلا مؤانسة عابر أو شكوى فتاة حيرُّها حبيب ، ليس لوردة سوى ظلُّ نــَدِىٌّ يقع عليها ، ليس لوردة سوى واحدٌ حالم يخلع عليها خد معشوق . ليس لوردة سوى وردة تعرفها . الورد للورد ليس أكثر
ورد
__________________________
من المسافة ما تمسك به حكمة الغياب
ومن الغياب ما يولجك الحنين
ومن الحنين ما يخلع عليك صفاء التوحد
ومن الصفاء ما يشرفك المحبة
ومن المحبة مائة جزء
لو أدركت جزءاً غشيتك الرحمة
وجلست الى مائدة القلب السمح الرحيم
حنين لابد منه
________________________________
للأرضٍ
نافذتانِ
فابسط بابك الدرىّ
واسكبنى على طرف الرجاءِ ملمسا ًبالعشق
لا طرفٌ
ولا لفظُُُ هنالك ينحنى
كى يبصر القلب المعتمُ
فيضك الأبدى
دعاء
___________________________
ليست مباغتة الحليب الحى على صدرها لك هى أعظم ما فى الأمر ، وليست دهشتك الصافية لرؤية العسل الرحيم بعينها يتدلى , وليس التحام الجسدين على كتاب الحنين القديم هو أعظم ما فى الامر , وليس ذراعيها اللتان تــَشكلا عقداً سكرياً خالصاً لعنقك ، وليس لصدور اسمك فى شفتيها على هذه الحال , وليس لإنفراج ضلعى النور بجلو السر الوردى الذى يتفجر على بياض يسع الرحمة هو أعظم ما فى الأمر , وليست حال البكاء الفرح على احتمال جسدها بين ذراعيك هى أعظم ما فى الأمر, وليست الورود التى نثرتها على عنقك فى أوج المحبة الخالصة , وليس الحمد الحاوى شفتيها وذكرك القائم لها هو أعظم ما فى الأمر , بل الرضا الذى يجتاحك فى حال غيابها ولازال عبيرها طالعاَ منك هو أعظم ما فى الأمر
عنها
__________________________
لا وقت لى فى القلب./ اعرف / يكفيه التعلل بالندى ليشذ َّ عنى ، و لكنى لو خالطت قلبى قليلا ً للقنته أن يفرض لبهجة اللقيا مايدرك من لغة الغياب ، كلما أجلسته قربى ومددت ما يكفى من الذكرى لوصالنا دَمَعَت عيونُه ثم فر للغابات واللغة المضيئة
إذا ملئت يديك لى الرسائل
____________________________-
ويقول المحبون: أن المسافة مابين قلبين متحابين وإن بعدت يزرعها جيئة وذهاباً عصفوران صغيران لا يعصيان المحبة أمراً ويفعلا ما تأمر به ، وأن قلب المحب الوله جعل لعصفور صغير كلما همًّ بالنوى نقر العصفور على جنباته مزيلا ً غبار الوقت عن شعلة النور الذائب فصحا قلبه وصحـًّت فيه محبته
حكايات العصافير الصغيرة
______________________________
فوقف الخشف على حافة النبع وألقى بفمه على نهر رائق كصفحة عينيه ، وما عرفته قطرات الماء على حافة شفتيه إلا وبكت غلبا على وقوف الموقف بها ، فسالت على عنق له بريق المرمر وماهو بذلك ، وسالت على صدر له فسحة الرمان وماهو بذلك ، وسالت على قدمين من نورهما تلطخت الأرض وماهما بنور يمس الأرض
الغزال ابن الغزال
____________________________
البحر لى لغة
وللبلدان نافذه التعلل بالمدى
على خط الذبول الرخوقالت وردهٌ لرفيقها
مابال هذا البحر يأخذنا جموعاً
ثم يتركنا فرادى
لو كان لى وقتٌ
يـُسِرّ ُ لى المحب بما يميل القلب من لغةٍ
لو كان لى وقتٌ
لغفوت فى كف الصبيه
لتــَعُدًّ فى وجهى محبه عاشقٍٍِ
لو كان لى


لكنه البحر
يأخذنا جموعاً
ثم يتركنا فرادى
ورده

Thursday, December 14, 2006

هى لا تحبك أنت

هي لا تحبك أنت
يعجبها مجازك
انت شاعرها وهذا كل ما في الأمر
يعجبها اندفاع النهر في الإيقاع
كن نهراً لتعجبها!
ويعجبها جِماع البرق والأصوات
قافيةً...تـُسيلُ لعاب نهديها على حرفٍ
فكن ألفاً ... لتعجبها!
ويعجبها ارتفاع الشيء من شيء إلى ضوء
ومن ضوءٍ إلى جرسٍ
ومن جرسٍ إلى حِسٍّ
ويعجبها صراع مسائها
مع صدرها:[عذَّبتني يا حب يا نهراً يصبُّ مجونه الوحشى
خارج غرفتي...يا حُبُّ!
إن لم تُدمِني شبقاً قتلتك] كن ملاكاً
لا ليعجبها مجازك بل لتقتلك انتقاماً من أنوثتها
ومن شَرَك المجاز
... لعلها صارت تحبك أنت مذ أدخلتها في اللازورد
وصرت أنت سواك في أعلى أعاليها هناك...
هناك صار الأمر ملتبساً
على الأبراج بين الحوت والعذراء
محمود درويش
كزهر اللوز او ابعد...