Saturday, March 31, 2007

جمال

أيها الحـَسـنُ السارح، بجمالك كونت صورة الجمال، لا الدقة أوفت حقك ولا الخيال المسافر. يا جميل..قل ما شئت من الصفات وانـْعـَتْ بها الرقة العاتية والجمال المـُرهق.. الجمال المرهق كشربة ماء لشفة مسافر بعد عطش طويل لا المـَنع مـُنجيه ِ ولا الإستيفاء بفيض وصوله راحمٌ من طرف الهلاك..أنت لا تعرف نعت/المرهق/ لبيان الجمال..جمالٌ مرهقٌ كحسن نبى بكى على يديه الأوفياء ووقعت لديه العقول بجلال الرسالة ..ياجميل..الصبر على العتبات واجب..وإطعام الأمل واجب..واللهفة على ذكرى حضورك واجبة..مـُذل البصر وموقع البصيرة..تمثــَّـلت للطف فعيــَّرت ألوانه يا منكسرا بالرقة ومنصلحا بلين موضع خطوك..ياسين السـُكـَّـر..وميم المسعى..تكفى منك الشواهد لمصالحة الروح والإقرار لك لا عليك..فحسن الغزال ينبىء عن غزال ووصول المطر شاهد على الغيم..ياجميل..دوختنى..لعينيك توهة قاطع الأرض دون وصول..وللبـَن يديك فرحُ الخير..شفيف جمالك كفعل الحزن..ونضرة ُ لقياك لا ذبول لها..صـَدِّق وصف شاهد الحزن ولاتصدق الحزن..صدِّق وصف شاهد المحنة ولا تصدق المحنة..صدق وصف شاهد الجمال ولا تصدق صاحبـُهُ..ياجميل..صاحب الجمال..بجمالك كونت صورة الجمال

Friday, March 23, 2007

الحنين

أنا أولى بالحديث عنه ُ. يسكن فى أجمل بنايات القلب، يطل على كل التفاصيل الباقية فى حيـِّه: العيال الصغيرة/الفرح البسيط/حبيبة ولت وحبيبة أقامت/الأمل البعيد/شرٌ مرهونٌ بالغضب....0
أنا أولى بالحديث عنه. النبى الصغير المحنىُ تحت بكارة لغته وجميل الحكايات لم تفارقه الدهشة بعد مما ألقت يداه
أنا أولى بالحديث عن البسيط المغامر، مالك الذكرى، الدائخ على عتبات الحب ومقاسم القلب جلّ الفرحة
أنا أولى بالحديث عن سيجارة أولى ذقناها سويا، وصدفة رصت أقدامنا على بوابة واحدة، وليل بكر تبادلنا فيه وصف الحبيبة. أترككم مع السائر على طرف العالم، صاحب التياترو زرياب الصياد الخارج خلف قطا الحنين
الحنين
الحنين لك يا ولد من كل وقت خلاصة زهرته، وما تبقى من رماده ومن عطره ..0
لك ما صار بعد ما انفض عن الوقت كبرياؤه وزهوه، شهوته وقدرته عليك، قسوته وسخريته
لك أفضل ما تبقى بعد الخسارات
ندى
تلك قسمة عادلة
---------------------------------
لكنه أيضا
.. متاهة
.. يجوبها الجائعين من أمثالى بحنين أشد
جرب أن تكون ورقة مطوية ..على أشياء قديمة، رومانتيكية، وساذجة سذاجة وردة فى كتاب
جرب أن تسير فاتحا صدرك لملكوت لا يحتويك ..0
ربما الحنين هو تلك الأمنية المستحيلة التى تبدو دنية من يدك ..أن تحتوى أنت هذا الملكوت
الحنين ملكوت يخصك ..0
كوجع أضاء ملامح وجه غائم لامرأة ..هى فى الأغلب لاتخصك
--------------------------------
الحنين
اضاءة ..لما لايخبو ولا يشتعل
--------------------------------
ذلك ما اشتهيت، وذلك ما امتلكته
ذلك ما تركنى، وذلك ما تركته
ما اشتهيته امتلكنى
وما تركته ..امتلكته
------------------------------
على طرف الأشياء ..سرنا ..لابلغنا ولا امتلكنا ..قال الماء: أنا العطش ..وقالت اللقمة :أنا الجوع ..وقال الحب:أنا البخل ..تنكرت الأشياء ..ولما أفقنا وأنكرنا ما عرفنا ..عادت إلينا الأشياء لتراودنا من جديد ..سمينا ذلك بالحنين ..لنعود من جديد..إلى أول الدائرة ..نجابه العطش والجوع والبخل
----------------------------------
الحنين؟
انزلاق إلى نفس الخطأ ؟..مسامحة الخطأ ؟
---------------------------------
نصفه ذاكرة ..ونصفه نسيان
--------------------------------
ولما صار الناس كحليب مسكوب ..تجلت اللغة لاصطياد المفقود ..كان الصمت أكثر بلاغة ونبلا حينها ..ذلك سر لايعرفه سوى الحكماء ..لكن لا يعرفه العربجية من أمثالى ..وإن عرفوه ضربوا به عرض حائط ..كلما عضهم الحنين أودعوا اللغة جرحا ..كلما عضهم الألم كربجوا الحصان ..لتنطلق منهم الكلمات كحليب مسكوب
----------------------------------
ولما كان جدب ..كان الضوء يلمع ..الحنين إشارة إلى أن اللعبة تستحق ..والحياة تستحق
--------------------------------
أواصل المسير

Monday, March 12, 2007

مسافة للحنين

الرقيق باسط الكف لليمام السابح، يستشف الحنين من رسمة زيتونة ويمام سارح، الولد الذى أرهقه اتساع الباحات وفيضان الأرض بما حوت، منقسمٌ القلب بين الدخول والخروج، يعُـدُّ مسافةً الحنين. اترككم معه هوميروس الذى أنشد للحنين
مسافة للحنين
تلك المسافة بين لوعة القلب وجمود الشفتين
عقدُ من الريحان في عنق الحبيب
كلما اشتد الشوق فاح العبير
فجاءةُ تداعب بها الذكري ملامح الوقت
لتلد ابتسامة بيضاء
توقد ظلمة اللحظة

معلقة قلوب العاشقين بغصن زيتون في فم يمامة بيضاء
تجوب به الأرض
فلا يهدأ قلب العاشق إلا حينما تجد اليمامة أليفها
فإذا سقط الغصن ضل العاشق حتي تمسك به أخري
تكون هي مرفأه الأخير
خيط بين روحين
كلما بعدت المسافة زاد الإنجذاب
وجع لا يحتمله سوي العاشقين
ولذة لا ينشدها سوي العارفين

Friday, March 09, 2007

حنين من نوع أخر

تتحدث عن الحنين، حنينها إلى الشىء أو اللاشىء الذى يأخذ الروح إلى ما وراء العقل، حنينٌ موغلٌ فى الصدور منذ القدم إلى دفء العوده وأخر المقام. مالكة ُ السهم، الرامية ُ به، و صاحبة المدارات، الناظرة بكاميراتين جيرالدين حين عرًّفت حنينها الاثير
حنين من نوع أخر
دقق معي في كلمة الحنين.. ستجد أنها الحنان يخفيه كسر الألف..
أشياء بسيطة جدًا تخفيها الانكسارات التي نعانيها يوميًا في الحياة.. ولا نملك منع شعور بالحنان الجارف حين تأتي على بالنا..
بالأمس كنت في محاضرة عن كيفية تقديم الإسلام لغير المسلمين.. يلقيها الرائع
فاضل سليمان.. حكى قصة غريبة جدًا جعلتني أشعر بالحنين لما هو أغرب..
فيقول أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر قرر أنه -رغم اعتياده على الزي المدني العادي- سيرتدي الجلباب المميز للجنس العربي -والإسلامي حسبما يربط الغرب- يومًا ما حتى يثبت لنفسه أن تلك الأحداث لم تؤثر على هويته وفخره بالإسلام..
فإذا برجل يسأله وهو في المصعد:
- " من أين تأتي ؟ "
فقال له ببساطة :
- " أنا من الفردوس ! "
فاستغرب الرجل.. وقال له :
- " كيف ؟ "
فقال ببساطة :
- " جدي وجدتي أتيا من الفردوس -حيث كانا يعيشان- إلى هذه الأرض.. وكان اسمهما آدم وحواء.. ماذا عن جدك وجدتك أنت ؟ "
فقال الرجل بارتباك :
- " كان اسمهما آدم وحواء أيضًا.... "
فقال فاضل بابتسامة هادئة:
- "إذن أنا وأنت أخوان.."
تلك القصة التي حكاها فاضل سليمان بكل بساطة فجرت لدي نوعًا جديدًا من الحنين لا أحسبه متفجرًا لدى الكثيرين ضمن أنهار الحنين العديدة..
الحنين إلى الفردوس..!
أفق جديد اتسع أمامي وأنا أنظر إلى النيل أثناء استقلالي ميكروباص الإسعاف العتيد.. هذا النيل نهر من أنهار الجنة.. رغم كل ما به من تلوث.. ورغم الشبهة المحاطة بـ"كورنيش النيل" و"كازينوهات النيل"..
هذا نهر من أنهار الجنة يا خواننا !
الماء الذي صارت تسكنه الأميبا هو بروفا سيئة جدًا لما هو موجود في الجنة..
الفاكهة التي نحسبها لذيذة.. العطور الغالية التي نشمها في المولات ولا نجرؤ على دخول المحلات التي تبيعها.. الشوكولاتة التي يباع الكيلو منها بمرتب موظف "محترم"..
كل ذلك بخس إذا ما قورن بالذي ينتظرنا بالجنة.. وما كل ذلك إلا أدوات الله كي يذكرنا بالحنين إلى أرض جدينا الحبيبين التي سنعود لها يومًا..
فقط.. لو ملكنا الحنين الكافي الذي يدفعنا للوصول إليها
....