Sunday, August 12, 2007

سيد سراييفو

هناخد معانا "حليل" قالها سيد. سألتــُه فى دهشة: "حليل" ايه يا سيد؟
رد وهو يضرب بأطراف أصابعه مؤخرة رأسى كعادته "حليل" ياض دى ضربته والقبر
فيما بعد سوف أعرف مدى قوة هذه الأداه الـ"حليل" وكيف يستخدمها سيد ببراعة تامه فى صدع أعتى الغزاه لمملكته ، والحليل على حد تعبير سيد هو بتاع التور فى إشاره واضحه للعضو الذكرى للتور -وصناعته بسيطه :قطع عضو الثور ثم تجفيفه وتمليحه ليصبح أداة دموية قاسيه
عرفت سيد فى فترة وجود بلطجى صغير ومتمرد داخلى ورغبته المستمره فى الخروج للعالم الخارجى
كانت أحد المعارك بينى وبين أخرين حين تصدى لنا سيد مصادفة ليسكت الجميع، ودوما كنت استعين بالمأثورات للتغلب على التفوق الجسمانى لأحدهم علىّ (صاحب الكف الأولاني يكسب، الواحد برضه عصب، ده هيش على مافيش، لو سلاحك طلع زفــًّرُه) والكثير من الأقوال التى هدفها كما فى أى حرب :بث الذعر فى الجانب الأخر وتثبيت أقدامك
وقف سيد بجسده القوى بيننا وسكت الجميع ولكن لأن لماضتى على حد تعبيره كانت أكبر من سنوات عمرى السبعة عشر مما جعل وقوع الصدام بينى وبين هذه العاصفة وشيكا لولا رحمة الله الذى كتب لى النجاة ويسـًّر برغبة داخلية منــِّى فيما بعد أن نصبح أنا وهو أخوين
*****************************
ماهذه العلامه على جبهتك؟ سأل سيد ذات مرة ضاحكا
دى ميعرفهاش غير الرجاله. بلماضه أجبته
حينها بدأ سيد يستعرض كل موضع فى جسده - على غرار خالد بن الوليد: ليس فى جسدى موضع إلا وبه ضربة من سيف - حتى أنه أوضح لى علامه عميقه فى أعلى ذراعه وأنا أسأله مبهورا :ما هذا يا سيد
أجاب سيد: ضربة رمح ياض.. وضحك
***************************
الله يرحمك ياعم حسن
سألته : مين عم حسن
حسن فونيه ياض -ولطم مؤخرة رأسى بأطراف أصابعه- حد ميعرفش حسن فونيه
وأكمل: بس يالا موته جه بفايده
مستغربا: اشمعنى؟
الست جميله النهادره بتوزع فى كفر الإشاره حشيش وبانجو بلوشى
فيما بعد وخلال سيرنا من شارع فاروق لكفر الإشاره سوف أعرف من سيد أن حسن فونيه كان أفضل بائع بانجو فى الزقازيق حيث أن الباكيته بخيرها ومجففه ولامجال للغش فيها لدرجة أن جميع التجار ملوا من وجوده وعلى رأسهم الست الجميله التى أعلنت أن البانجو اليوم ببلاش يوم وفاته فى السجن
***************************
شوف ياض رغم إن ربنا خلق فى الدنيا دى حاجات كتير سما وأرض وزرع بناخد منه كيفنا وأكلنا إلا إن أجمل حاجه خلقها ربنا هيه الناس، فيه حاجه أجمل من الناس، أنت كده شوف إيه أكتر حاجه بتبسطك فى الدنيا أكيد هتلاقيه واحد من الناس اللى خلقها ربنا دى ، امشى فى شارع وبص للناس تلاقى كل واحد شايل حاجات فى روحه وماشى بيها، والغريبه ان الحاجات دى بتنط من عينه اللى عامله زى شراعه لروحه يا أخى، بس أنت بقى ركز فى عين حد بتحبه هتلاقى وهو بيبص لك إن أنت اللى بتنط من الشراعه دى
سحب نفس من الجوزه وهو يذكر أول لقاء له بــ(أمل) فتاة عمره، لم أكن قد إلتقيت بعد بفتاة عمرى لأعرف قيمة الدفء الذى يتحدث عنه لكن يبدو أن الدفء فى حضن أمل على حد تعبير سيد له طعم الدنيا ومافيها. بعد ذلك سوف أتذكر ماقاله حين يؤكد اللمبى كلامه فى معلقته الشهيره: البوس البوس الحضن الحضن
*****************************
عايزك تنزل أسد ترزع باب العربيه وراك عشان تهتهم
سألته : هى الخناقه فين المره دى يا سيد
أجاب :سوق الخشب
حين بدأت المعركة الكبرى التى أستخدم فيها سيد كل أسلحته بداية من الخنجر وحتى الحليل وقع فى دمه لأن الكتره تغلب الشجاعه ولم أجد أنا مكانا أفضل من الخشب المستند للحائط لأتوارى خلفه إلى أن تنتهى أكثر معاركه دمويه والتى كادت أن تودى بحياته
بعد إنتهاء العركه والصلح الذى جرى ، بدأ تقديم واجب الرجاله
رصت المقاعد فى الممر الضيق بجوار الخشب المسنود للجدار ووضعت الجوز، وأخرج أحدهم من سيالته كميه من الحشيش وبعثرها على الرجاله الذين انهمكوا فى تظبيط الحجاره ، وفيما بدأت سحب الدخان الأزرق تتصاعد رفع الرجل الذى وزع القروش كفيه إلى السماء داعيا الجميع إلى قراءة الفاتحه على روح الحاج دمنهورى اللى كلنا بنشرب فى خيره
**************************
أيام عديدة مضت، ومضت معها لماضتى وشهوتى الخارجيه للتمرد ،وانقطعت الصله بـ "سيد" تدريجيا رغم كثرة الحكايات بينا
وأخر ماعرفته أن أمل تزوجت من صاحب محل عصير قصب فى الحريرى وبعدها أصبح سلوكه أكثر دمويه حتى أنه أصاب سائق ميكروباص بعاهه مستديمه ودخل بعدها إلى السجن

7 comments:

Anonymous said...

المهم انت وقتها قريت الفاتحه ولا لا

غادة الكاميليا said...

سيدسراييفو
ده علامه تاريخية من أعلام ..........إيه ياعم الفضايح دى شردت البلداللى علمتك ست سنين ألا يا أحمد كل الناس بتاخدهم خمسه إشمعنى إنت
هو سيد كان معرفه لحد سنه كام
وبلاش تجيب سيرة الناس
الله يرحمك ياعم حسن

عمرو الهوارى said...

سيد يا سيد .. !!

^ H@fSS@^ said...

كما تمتعنا بالشعر
تمتعنا بالنثر
تراث على تراث
يجعل القارئ كما الطائر في الجنة

تحياتي

كائن العزلة الكئيب said...

حكاية جميلة عن وجود جميل فى مساحة من العمر أجمل
بس هو حسن فونيا اتوفى بجد والله محدش قالى
فعلا عالم البلطجية ده مثير و مغرى للحكى على رأيك بيفكرنا بالبلطجى الصغير اللى جوانا اللى عايز دايما يخرج والحالة دى بتبقى اقوى عندنا احنا الناس اللى متعودة تشغل دماغها اكتر من دراعها فداخل كل واحد منا سيد عايز يخرج انا نفسى عندى حالة مشابهة مع ابو جودة أو السوفيتى نفسى احكيها فى يوم بنفس براعتك و تلقائيتك الجميلة

عوليس said...

الأخ المجهول:من الحكاية طبعا واضح انى كان لازم اقرا الفاتحه بس بينى وبينك انا كنت ناصح مسبتش البوصه بتاعه الجوزه من ايدى وقريت

غاده:أكيد كان لازم اخد صيدله فى 6 سنين عشان اركز اكتر بس الحمد لله انى ركزت لغاية 6 بس

عمرو:ما انا والله كنت عايز اقوله أيظن
منور ياعمور

حفصه:ياباشا دايما رافعه من معنوياتى
يخليكى ليا

كائن العزله:أعتقد ان ده هو فعلا اساس النص
تمرد البلطجى بداخل كل واحد منا وحبه للخروج
أشكرك يا حلو وأكيد حكاية السوفيتى دى هتبقى كارثه ده سراييفو كده امال روسيا بحالها هتبقى ايه ياعم

رانيا منصور said...

قمة البساطة

بتوصل بسرعة
وبتشيل ف وسط الكلام حاجات كتير أكتر من مجرد كوميديا سودا م الدنيا

جميل..

مودة